تمكن مجموعة من الباحثين السويديين من اكتشاف آلية جديدة ظلت لغزًا محيرًا للعلماء على مدى سنين طويلة حول دور البكتيريا المعوية وتأثيرها المساعد فى تكوين الأوعية الدموية الجديدة داخل القناة الهضمية، وقد تساعد هذه النتائج مستقبلًا فى إيجاد علاجات جديدة لمرض السمنة وأمراض الأمعاء المختلفة، وذلك عن طريق التحكم فى امتصاص بعض المواد المغذية من الأمعاء حسبما أشارت الدراسة.
وجاءت هذه النتائج فى دراسة سويدية حديثة نشرت بدورية نيتشر "Nature" أحد أفضل الدوريات العلمية وأكثرها مصداقية، وظهرت على الموقع الإلكترونى للدورية فى الخامس والعشرين من شهر مارس الجارى.
وأشارت الدراسة التى أجراها باحثون من أكاديمية سالجرينسكا بجامعة نوتنبرج فى السويد، إلى أنه يوجد فى أمعائنا عدد مهول من البكتيريا المختلفة ومتعددة الأنواع يفوق ما يوجد فى باقى أجزاء الجسم عشرات المرات، وعلى الرغم من ذلك فإننا نعرف القليل عن دور هذه البكتيريا ووظائفها، ونجهل الكثير من تأثيراتها على فسيولوجيا الجسم.
وتختص هذه الآلية بالخملات الموجودة فى بطانة الأمعاء من الداخل، والتى تشبه نتوءاتها شكل الإصبع ويبلغ طولها واحد ميليمتر تقريبًا، وتكمن أهميتها فى زيادة مساحة الأمعاء، بما يزيد من قدرتها على امتصاص أكبر قدر من المواد الغذائية المختلفة، حيث كشفت الدراسة الجديدة عن أن هذه الخملات تصبح أقصر وأعرض فى وجود البكتيريا، وهو ما يجعل الحاجة لإعادة تكوين أوعية دموية جديدة هو أمر ضرورى.
وأضافت الدراسة أن بكتيريا الأمعاء هى المسئول عن إرسال إشارات لتحفز تكوين تلك الأوعية الدموية الجديدة، حيث تأمر البكتيريا الخلايا البطانية فى الأمعاء بربط جزئ سكر مع بروتين معين، لينتقل فى النهاية إلى سطح الخلية وتبدأ عملية إرسال الإشارات المحفزة لبدء تكوين الأوعية الدموية.
وأضافت أن تثبيط تكوين أوعية دموية جديدة قد يحد من امتصاص كميات كبيرة من المواد الغذائية الخاصة بالأطعمة بما يقلل من السعرات الحرارية التى يحصل عليها الإنسان ويقلل من فرص إصابته بالسمنة وعدد كبير من أمراض الأمعاء.
الكاتب: إسلام إبراهيم
المصدر: موقع اليوم السابع